آيات وتأملات

<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on"> <div dir="rtl" style="text-align: center;"> <b><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGtJr0Z6B3GIORl4o9d83SNZBaL9l-Z2HUKHGDyHj59gY0yUB1qla46qLlGbBI1G4R6S3NuspiH9huusJdAfn1sHcoobl4DIruSfcUzpx0-XjyfYy17xlp_uVm3jKHizYg2cCjIvZKMd7o/s1600/nepal-1309205_960_720.jpg" imageanchor="1"><img border="0" height="265" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhGtJr0Z6B3GIORl4o9d83SNZBaL9l-Z2HUKHGDyHj59gY0yUB1qla46qLlGbBI1G4R6S3NuspiH9huusJdAfn1sHcoobl4DIruSfcUzpx0-XjyfYy17xlp_uVm3jKHizYg2cCjIvZKMd7o/s400/nepal-1309205_960_720.jpg" width="400" /></a></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>قال الله تعالى:</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>[ <span style="color: #0b5394;">وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ.أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ.فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِي الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ.قَالَ يَاقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ.وَيَاقَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ.وَيَاقَوْمِ مَنْ يَنصُرُنِي مِنْ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ.وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمْ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنْ الظَّالِمِينَ.قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنتَ مِنْ الصَّادِقِينَ. قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ.وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ</span> ] . ( هود، 27/35 )</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>   من أجل لفت نظر قومه وجلب انتباههم استهل نوح عليه السلام حواره معهم بقوله: [ <span style="color: blue;">إني لكم نذير مبين</span> ]، وهذا يحيلنا على أهمية فتح باب الحوار بما يشد انتباه الآخر ويشوقه للانفتاح على ما يقال بكل تدبر وإمعان.. وهو الأسلوب الذي سلكه القرآن الكريم في كثير من المواضع والمواضيع متوسلا إليه بتقنية السؤال أحيانا؛ كما في قوله تعالى: [ <span style="color: #0b5394;">قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا </span>]، أو بتقديم الوعد والوعيد بين يدي التوجيه والإرشاد، إلخ. ويمكن بلوغ هذه الغاية بطريق تكرار العبارة أو رفع الصوت وخفضه بما يثير الانتباه، أو بطلب الإنصات من المخاطَب... </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>   ثم انظر بعد ذلك إلى قول نوح عليه السلام: [<span style="color: #0b5394;">إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم</span>].. إنه الحوار في إطار المحبة التي عبر عنها بالخوف عليهم، بعيدا عن مشاعر الحقد والكراهية والتشفي والشماتة.</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>وإذا كان نصيب نوح عليه السلام أن يُجابَه وأتباعَه بعبارات التنقيص والاحتقار والازدراء.. فإن ذلك لم يخرجه عن حدود الجدال بالتي هي أحسن، ولم ينل من سماحته وترفعه عن الرد بالمثل؛ ولذلك أجابهم بقوله: [<span style="color: #0b5394;">يا قوم أرايتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزموكموها وأنتم لها كارهون</span>]. وهذا يؤكد أدبا مهما في الحوار وهو ضرورة الإمساك عن الخوض فيما ليس من ورائه فائدة، وقد ساق مصطفى العدوي في كتابه "أدب التخاطب" أمثلة من القرآن الكريم تجسد هذا الأدب الرفيع؛ نذكر منها قوله:</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>   «والفتية أصحاب الكهف تنازعوا شيئا ما في تحديد المدة التي لبثوها ثم أعرضوا عن الجدل إذ لا فائدة فيه. قال تعالى: [<span style="color: #0b5394;">ربكم أعلم بما لبثتم.</span>..] [الكهف:19]. حقا فربكم أعلم بما لبثتم، وما الفائدة من وراء السؤال؟!</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>وأيضا لما اختلف القوم من بعدهم في عددهم أمر الله بالإعراض عن الخوض في أمرهم بغير علم، قال الله سبحانه وتعالى: [<span style="color: #0b5394;">سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ولا تستفت فيهم منهم أحدا</span>] [الكهف:22]» ( أدب التخاطب، مصطفى العدوي، ص12/13 )</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>   ثم انظر إلى قول نوح عليه السلام: [<span style="color: #0b5394;">ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله</span>].. إنه من الحكمة أن يعمل الداعية في حواره مع المدعو على إزالة كل الشكوك من نفسه في أن له من وراء دعوته مطامع أو أغراضا شخصية، كما فعل نوح عليه السلام، وهو دأب الرسل جميعا.. فهذا هود عليه السلام حاور قومه بالمنطق ذاته قائلا: [<span style="color: #0b5394;">يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون</span>]. وهذا نبي الله صالح عليه السلام قال: [<span style="color: #0b5394;">وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين</span> ]. وهذا لوط عليه السلام حاور قومه بالمنطق نفسه قائلا: [<span style="color: #0b5394;">وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين]. وكذلك شعيب عليه السلام ، بل هذا خاتم الرسل والأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يحاور كفار قريش ممتطيا صهوة المنطق ذاته قائلا: [قل ما أسألكم من أجر فهو لكم، إن أجري إلا على الله، وهو على كل شيء شهيد</span>].</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>   وتأمل معي بعد ذلك تواضع نوح عليه السلام للحق، وعدم تعاليه على قومه في الخطاب، معرضا بذلك عن أسلوب المزايدة البغيضة؛ حيث يقول: [ <span style="color: #0b5394;">ولا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إني ملك ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يوتيهم الله خيرا. الله أعلم بما في أنفسهم. إني إذا لمن الظالمين </span>]. وإليك نماذج من أساليب الخطاب المفعمة بروح التواضع: </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول في رسالته لهرقل: "<span style="color: #274e13;">بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم</span>".</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>   وفي ثنايا الرسالة: [ق<span style="color: #0b5394;">ل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله</span>].</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>وسليمان عليه السلام كذلك يُرسل رسالته فيقول فيها: [ <span style="color: #0b5394;">إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. ألا تعلوا علي واتوني مسلمين</span>].</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>فمن ثم وصفته ملكة سبأ بقولها: [ <span style="color: #0b5394;">إني ألقي إلي كتاب كريم </span>].</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>فلابد للمحاوِر إذاً أن يحذر من التعالي في الخطاب، والمزايدة على محاوَره، وإلا تحول الحوار إلى جدال بغيض تلفه مشاعر الحقد والكراهية، وتسكنه نوازع الغرور والعُجب والتكبر.</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>ولما عجز قوم نوح عن مقارعة الحجة بالحجة، لم يبق أمامهم إلا امتطاء صهوة العناد والتحدي والسخرية، كما يدل على ذلك قولهم: [ <span style="color: #0b5394;">قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فاتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين </span>].</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>فهل نال ذلك من تواضع نوح وهدوئه؟!</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>[ <span style="color: #0b5394;">قال إنما ياتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين </span>].</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>ثم يأتي التوجيه الإلهي بعد ذلك إلى نوح عليه السلام ليغلق الباب على كل جدال لا ينتهي إلى نتيجة: [ <span style="color: #0b5394;">أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون </span>].</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>   وإذا كان حوار نوح عليه السلام مع قومه قد انتهى في هذا النص بإغلاق باب الجدال الذي لا فائدة منه، فإنه بقي مفتوحا على مر العصور والأزمان لكل من أراد أخذ العبرة منه، ذلك أنه -كما يقول حسين فضل الله-: «يجسد لنا -في أسلوب واضح- الفرق بين أسلوب الرسول في الدعوة وبين أسلوب الكفار في الرد، ويثير أمامنا -من خلال ذلك- قصة الدعوة والدعاة في كل زمان ومكان، فيما يجب أن يكونوا عليه من الروح الهادئة الواثقة التي تقابل التحدي بالروح التي لا ترد التحدي بالحقد، بل ترده بالحجة القوية في إطار من المحبة والحنان، لتترك للآخرين مجال التراجع من خلال المحبة، إذا لم يتراجعوا من خلال الفكر، لأن المحبة قد تجلب القلب إلى الحقيقة في الوقت الذي يبتعد فيه الفكر عن مواجهة الحق بوضوح..».( "الحوار في القرآن"، حسين فضل الله ، ص224-225. )</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><a href="http://www.theo-cogn.com/search/label/%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3%20%D8%A3%D9%88%D9%87%D9%86%D8%A7"><span style="color: blue;">د.إدريس أوهنا</span></a>، كلية الآداب سايس، فاس / المغرب.</b></div> </div>

آيات وتأملات

قال الله تعالى: [ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ.أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي...

مزيد من المعلومات »

استغراق مفهوم العلم في الإسلام لكل العلوم النافعة

<div dir="ltr" style="text-align: left;" trbidi="on"> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiAZSHtzpOTxiU7Rco9n-dsIzE3nlKWZuWiWuJhTQWBVFqJDaq37RLOg7znc2qtgcnHvR-c4qk36pr2EzO3iQOqxsvCwBLaraeJOuJvJUMUwx6tLX9adk7x0RuRK7ESNqbM-iWGibZDNNTC/s1600/research-1029340_960_720.jpg" imageanchor="1" style="clear: left; float: left; margin-bottom: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="235" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiAZSHtzpOTxiU7Rco9n-dsIzE3nlKWZuWiWuJhTQWBVFqJDaq37RLOg7znc2qtgcnHvR-c4qk36pr2EzO3iQOqxsvCwBLaraeJOuJvJUMUwx6tLX9adk7x0RuRK7ESNqbM-iWGibZDNNTC/s320/research-1029340_960_720.jpg" width="320" /></a></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>    من حقائق العلم في الإسلام أنه لا يقتصر على العلوم الدينية الشرعية كعلم التفسير والفقه والأصول والحديث والعقيدة والقراءات... وما يتوسل به إلى اكتساب هذه العلوم واستيعابها وهي علوم الآلة من نحو وصرف وبلاغة... </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>بل يتجاوزها إلى العلوم المادية والإنسانية كلها كالفيزياء والكيمياء والرياضيات والإعلاميات واللغات والطب والجغرافية والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها. فكل ذلك في ميزان الإسلام علم أمر الشارع بتحصيله، مع شرف زائد للعلم الشرعي ووسائل تحصيله لأن به يفهم كلام الله ومراده، وبه يتحقق العلم بسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وهما معا – القرآن والسنة- رسالة رب العالمين للناس أجمعين إلى يوم الدين.</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>وإذا كانت العلوم الشرعية مفاتيح لفقه كتاب الله المسطور، فإن العلوم المادية والإنسانية مفاتيح لفقه كتاب الله المنظور أو المنشور الذي هو الكون، وتوظيف هذا الفقه في التنمية والعمران، ومن هنا كانت أهميتها الكبيرة في ديننا؛ قال تعالى: "<span style="color: #073763;">إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ</span>" – البقرة 164-</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>إذا تأملنا هذا النص وحده وجدناه يشير إلى عدد من العلوم المادية: علم الفلك، علم الملاحة وما يتعلق بعالم البحار، علم الجيولوجيا ، علم البيولوجيا، علم الأرصاد الجوية... </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>وعندما قال الله سبحانه وتعالى:[ <span style="color: #073763;">إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ</span> ] قالها بعد أن ذكر آياته في خلقه: في السماء والماء والنبات والجبال والإنسان والحيوان، مما يوحي أن العلماء المذكورين هم علماء الطبيعة والظواهر الكونية؛ قال تعالى : "<span style="color: #073763;">أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ  (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)</span>"- فاطر- </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>وفي علم الطب كمثال على اهتمام الإسلام بما سوى العلوم الشرعية سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأدوية التي تتخذ للعلاج: هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال عليه الصلاة والسلام: <span style="color: #274e13;">هي من قدر الله</span>. </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>وجاء أعرابي فقال: يا رسول الله أنتداوى؟ قال: نعم، فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله".. فالمسألة مسألة علم أو جهل لا أقل ولا أكثر. </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>كما أن مفهوم العلم في الإسلام لا يستثني تعلم اللغات الأجنبية أيضا؛ "فقد كان عنده صلى الله عليه وسلم من أصحابه من يعرف الفارسية والرومية والحبشة ويكفيه هم الترجمة منها وإليها، ولكن لم يكن عنده من يعرف اللغة السريانية التي يكتب بها يهود، فأمر بذلك عنده كاتب وحيه الأنصاري النابغة زيد بن ثابت رضي الله عنه يتقنها قراءة وكتابة ويستغني بها عن الوسطاء من اليهود في ذلك" – الرسول والعلم ص 41- </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>فالحاصل أن مفهوم العلم في الإسلام يتسم بالشمولية بحيث يضم إلى جانب العلوم الشرعية العلوم المادية والإنسانية ، ويجب أن تحظى هذه الأخيرة بقدر كبير من الاهتمام، شأنها شأن العلوم الشرعية، كما يجب أن يحظى علماؤها من كفاءات هذه الأمة بنفس التقدير والتبجيل الذي يحظى به المشايخ وعلماء الدين. </b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b>ويجب التعامل مع هذه العلوم الكونية بمنهج مستمد من رؤية عقدية تجعل من هذه العلوم علوما يشكر الله بها ولا يكفر،علوما تعبدنا إلى الله، ولا تدعنا نرعى مع الهمل كالبهائم والعجماوات، علوما تجعلنا نرعى حقوق الله وحقوق عباده وحقوق الكون بأسره..فنعيش في أمن وعدل، وفي سلام ووئام، وإلا عم الفساد والخراب، مستقويا بالعلم التقني الأعمى، الذي فقد القدرة على الإبصار بسبب فقدانه نور البصيرة، المتمثل في الإيمان.. فظل أسير السؤال الإجرائي: كيف؟ معرضا عن السؤال الإنساني الغائي: لماذا؟</b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><br /></b></div> <div dir="rtl" style="text-align: justify;"> <b><a href="http://www.theo-cogn.com/search/label/%D8%A5%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%B3%20%D8%A3%D9%88%D9%87%D9%86%D8%A7"><span style="color: blue;">د.<span style="color: blue;">إدريس أوهنا</span></span></a>، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة <a href="http://www.fls-usmba.ac.ma/" target="_blank"><span style="color: blue;">بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس</span></a>، فاس/ المغرب.</b></div> </div>

استغراق مفهوم العلم في الإسلام لكل العلوم النافعة

    من حقائق العلم في الإسلام أنه لا يقتصر على العلوم الدينية الشرعية كعلم التفسير والفقه والأصول والحديث والعقيدة والقراءات... وما يت...

مزيد من المعلومات »